تاريخ اليهود
أنجب سيدنا إبراهيم عليه السلام ولدين أحدهما سيدنا إسماعيل من زوجه هاجر ، ويعد سينا اسماعيل جد العرب الذي جاء من نسله سيدنا محمد ÷÷ ، والثاني سيدنا اسحاق من زوجه سارة ، والذي يُعد جد بني اسرائيل فقد أنجب يعقوب عليه السلام الذي يُلقب بإسرائل ، واسرائيل من معانية عبدالله 0
أنجب سيدنا يعقوب عليه السلام اثنى عشر ولداً عُرِفوا ببني اسرائيل ، وكان من بينهم يوسف عليه السلام الذي حظي باهتمام خاص من أبيه مما أثار حفيظة إخوته عليه ففكروا في التخلص منه 0000 المهم بقية القصة معروفة لدى الجميع ، في نهاية الأمر استدعى يوسف والدية واخوته إلى مصر ليعيشوا معه وكان ذلك بادية دخول بني اسرائيل إلى مصر 0
لم يشر القرآن الكريم إلى المدة التي قضوها في مصر ، ولكن التوراة ذكرت أن المدة 430 سنة ( من سفر الخروج 12/40 ) 0
وقد عامل فرعون بني اسرائيل أسوأ معاملة وسامهم سوء العذاب ، حيث قام بتذبيح أبنائهم واستحياء نسائهم ، فأرسل الله عزوجل لهم موسى عليه السلام ، وشد عضده بأخيه هارون وأمره الله عزوجل بالخروج من مصر إلى الأرض المقدسة ، فلما اجتاح موسى عليه السلام ببني البحر وغرق فرعون مروا على القوم يعبدون أصناماً لهم ، فطلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم إلهاً كما لهم آلهة ، فكانت هذه أول ردة لهم ولما يُدفن فرعون بعد ، ولم تنشف ملابسهم من بلل البحر 0
ولما طلب منهم موسى عليه السلام أن يدخلوا فلسطين قالوا : لن ندخلها لأن فيها قوماً جبارين ، فكانت نتيجة ذلك أن حكم الله عليهم التيه في سيناء أربعين سنة ، كانت كافية حتى يخرج جيل جديد رباهم موسى عليه السلام ودخلوا بعد ذلك فلسطين 0
ملاحظة : يتضح لنا من السطور السابقة ، أن بني اسرائيل لم يكن لهم وجود في مصر وإن الفراعنة هم من كان يحكم مصر ، وكذلك يتضح من ذلك أنه عندما طلب منهم موسى عليه السلام دخول الأرض المقدسة ، كان الجبارون هم من يسكن الأرض المقدسة ويحكمونها 0
تاريخ اليهود في فلسطين : – 1 – عهد القضاة : ويمتد من القرن الثالث عشر قبل الميلاد إلى السنة 1095 قبل الميلاد 0 2 – عهد الملوك الأول : ويمتد من 1095 قبل الميلاد إلى 975 قبل الميلاد 0 3 – عهد الملوك الثاني : ويمتد سنة 975 قبل الميلاد إلى سنة 135 قبل الميلاد 0 4 – فترة ما بعد خراب أورشليم الأول : من سنة 586 قبل الميلاد إلى 135 ميلادياً 0
1 – عهد القضاة :
بعد وفاة موسى وهارون عليهما السلام ترأس يوشع بن نون بني اسرائيل وقادهم لدخول فلسطين حيث أغاروا على الكنعانيين العرب واحتلوا أراضيهم وسكنوا فيها ، بعدما ابادوا معظم أهلها واستعبدوا البفية ، ولكن لم تقم لهم خلال هذه الفترة دولة وإنما كان يعيش كل سبط في ولاية ، ويحكم هذه الولاية كبار العشائر الذين سمّي عصرهم بعصر القضاة 0
ومن يقرأ سفر الخروج يتضح أ عهد القضاة كان من أسوأ عهود بني اسرائيل ، حيث ارتدوا فيه عن عبادة الله عزوجل وعبدوا الأصنام ، وقتلوا الأنبياء والمصلحين وانتشرت بينتهم الفواحش والموبقات وفشا فيهم الزنا ، فكان من نتيجة ذلك أن سلط الله عليم الشعوب المجاورة فتعرضوا لغارات وغزوات ومن بينها غزو شعنائيم ملك النهرين ، وحجلون ملك المؤابيين ويابين ملك الكنعانيين وغيرهم 0
وكان آخر قضاة بني اسرائيل صموئيل لأنه بعدما شاخ أوكل إلى أبناءه بشوؤن القضاة نيابة عنه ولكنهم فسدوا وارتشوا وجاروا في أحكامهم مما دفع بني اسرائيل للثورة على صموئيل وزال عهده 0 ( محمد سيد طنطاوي ، بنو اسرائيل في الكتاب والسنة ) 0
2 – عهد الملوك الأول :
وذلد على يد ملكهم طالوت الذي أسس مملكة يهود وقد حكم فيهم أربعين سنة وبعد وفاته خلفه ابنه داود عليه السلام وخاض فيها معارك مع المجاورين لهم وقد عم الرخاء مملكة يهود في عهده واتسع نشاطها الاقتاصادي ، وتولى الحكم بعده ابنه سليمان وحكم اربعين سنة وامتاز عهده الرخاء والاستقرار وبوفاته سنة 975 قبل الملاد انتهى عهد الملوك الأول 0
3 – عهد الملوك الثاني :
بعد وفاة سليمان عليه السلام أعلن ابنه رحبعام نفسه ملكاً على بني اسرائيل فبايعه سبطا يهوذا وبنيامين ، اللذين كانا يقيمان في منطقة أورشليم وما حولها إلى جنوب فلسطين ، ورفض الأسباط العشرة الآخرون مبايعته لخلاف نشب بينهم ، وهكذا انقسمت مملكة اسرائيل إلى مملكتين :
أ : مملكة اسرائيل في الشمال : وكان أول ملوكهم يربعام بن نباط وهو ليس من بيت داود عليه السلام ، وعاصمتها السامرة ، وكانت هذه المملكة من حيث المساحة والعدد ، فقد أشرك يربعام وبني أوثاناً وهياكل ودعا بني اسرائيل إلى عبادتها بدلا من الذهاب إلى أورشليم ، فأجابوه ، ودامت دولتهم 250 سنة وانتهت سنة 721 قبل الميلاد حينما غزاهم سرجون ملك آشور واستولى على السامرة وسبى الأسباط وأجلى اليهود إلى ما وراء نهر الفرات وبذلك انتهت هذه الدولة ولم تقم لها قائمة 0
ب : مملكة يهوذا في الجنوب :
وكان أول ملوكها رحبعام بن سليمان عليه السلام وعاصمتها أورشليم وقد عاشت أكثر من اختها اسرائيل وتعرضت لغزوات من الشمال والجنوب وكان آخرها على يد نبوخذ نصر ملك بابل الذي غزاها سنة 606 قبل الميلاد ، وتغلب عليها ودفعت له الجزية ، ثم ثارت مرة أُخرى فغزاها سنة 593 فسبى من شعبها عشرة الآف من بينها أعيانها وأشرافها وكنوز الهيكل ، وثارت عليه سنة 593 قبل الميلاد فأتاها هذه المرة سنة 586 قبل الميلاد وهدم أسوارها وأحرق الهيكل وسبى اليهود إلى بابل 0
ويصف أحد كتاب الغربيين نهاية دولتين فيقول : ( هي قصة نكبات ، وقصة تحررات لا تعود عليهم إلا بإرجاء نزول النكبة القاضية وهي قصة ملوك همج يحكمون شعباً من الهمج ، حتى إذا وافت سنة 721 قبل الميلاد محت يد الأسر الآشوري مملكة اسرائيل من الوجود ، وزال شعبها من التاريخ زوالاً تاماً ، وظلت مملكة يهوذا تكافح حتى أسقطها البابليون سنة 586 قبل الميلاد ) المصدر السابق 0
4 – فترة ما بعد خراب أورشليم الأول :
أ : خلت فلسطين من اليهود بعد سقوط أورشليم ، عاش اليهود في الأسر خمسين سنة في بابل ، قلدوا فيها عادات البابليين وأخذوا عنهم الكثير من شعائرهم وآدابهم واشنركوا في وظائف الدولة تحت رقابة البابليين 0
ب : وأعيد اليهود إلى فلسطين على قورش الذي تولى ملك فارس وغدت يهوذا ملاية من ولايات الفرس حتى سنة 332 ق0ب ، حيث انتقلت إلى ملك الاسكندر المكدوني بعد أن هزم الفرس واحتل سورية وفلسطين 0
ج : وبعد وفاة الملك الاسكندر 536 قبل الميلاد ، اقتسم قوادة الملك ، فحكم سلوقس سورية وأسس فيها دولة السلوقيين ، وحكم بطليموس مصر وأسس فيها دولة البطالسة وكانت يهوذا من نصيب البطالسة ، وحكم البطالسة اليهود رغم مقاومتهم العنيفة التي أكرهت بطليموس الأول على هدم القدس ودك أسوارها ، وارسال مائة ألف أسير من اليهود إلى مصر سنة 320 قبل الميلاد 0
د : في سنة 168 قبل الميلاد انتقلت يهوذا إلى حكم السلوقيين حينما احتلها انطوخيوس وهدم أسوارها ونهب هيكلها وقتل من اليهود ثمانين ألفاً في ثلاثة أيام ، وحين دب الخلاف بين السلوقيين والبطالسة تجمع اليهود واستقلوا بحكم أورشليم بقيادة المكابيون ولكن حكم لم يدم طويلاً لأنه دب بينهم الخلاف وضعف مركزهم واحتلهم الجيش الروماني بقيادة بومبي سنة 63 قبل الميلاد 0
هـ : خضعت فلسطين لحكم الرومان وكانوا يستعملون عليم ولاة من يختارون من اليهود ، إلا أن اليهود كانوا يشقون عصا الطاعة فيقوم الرومان بتأديبهم في كل مرة وجاء القائد تيطس سنة سبعين ميلادية ودمر أورشليم وأسر من أسر وذاق اليهود على يده الويل والهوان 0
و : وفي عهد الإمبراطور ترجان سنة 106 من الميلاد عاد اليهود إلى القدصس وأخذوا في الإعداد للثورة وأعمال الشغب من جديد ، فلما تولى أدريانوس عرش الرومان سنة 117 – 138 ميلادية حول المدينة مستعمرة رومانية وحظر على اليهود الاختتان وقراءة التوراة واحترام السبت ، وثار اليهود بقيادة باركوخيا سنة 135 ميلادية ، فأرسلت روما الوالي يوليوس سيفيروس فاحتل المدينة وقهر اليهود وقتل باركوخيا وذبح من اليهود 580 ألف نسمة وتشتت الأحياء من اليهود تحت كل كوكب ، ولكي ينسى اليهود أورشليم هدما وبني مكانها مدينة سميت إيلياء ، وكان هذا آخر عهد اليهود بفلسطين حيث تشتت في بقاع الأرض ولم تقم لم قائمة إلا في القرن الحالي حيث اغتصبوا فلسطين نتيجة الضعف والخور والتفرقة التي أصابت اأمة الإسلامية وخاصة بعد سقوط الدولة العثمانية وعودة دول الطوائف 0
هكذا رأينا كيف كان اليهود طوال عهدهم في فلسطين وغيرها أثناء الحكومات المتوالية عليهم من غدر وسفك للدماء وعبادة الأصنام والتعامل بالرشوة والفساد والزنا والفجور وغيرها من الجرائم
اقرأ أيضاً : الأيها الأمريكان احذروا اليهود