عالم الجن
عالم الجن
أصل خلقهم، وأساس مادتهم النار لقوله تعالى {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} وقوله {وخلق الجان من مارج من نار}. وهذا لا يعني بالضرورة انهم الآن نار، و إنما يعني أن أصلهم كان ناراً كما أن أصل الإنسان كان طيناً ،فان هذا لايعني أن الإنسان الآن طيناً وكذلك الجن ، لا يعني أنهم الآن نار 0
وقد قال صلى الله عليه وسلم : [عرض لي الشيطان في صلاتي فخنقته فوجدت برد ريقه على يدي] وهذا يعني أن جسم الجني الآن قد تحول بإذن الله إلى مادة أخرى غير النار كما تحول الإنسان إلى لحم ودم وعظم وعصب، وإن كان أصله طيناً.
هل للجن أشكال محددة؟
للجن القدرة على التشكل بأشكال مختلفة، فقد ذكر بعض أهل العلم انهم يتصورون في صور الحيات والعقارب والإبل والبغال.. وقد يتصورون على هيئة إنسان كما جاء في السيرة أن الشيطان أتى قريشاً في صورة سراقة بن مالك لما أرادوا الخروج إلى بدر. وكذلك تمثله برجل من أهل نجد عندما أتاهم في دار الندوة وهم يأتمرون برسول الله قال صلى الله عليه وسلم ليقتلوه.
وقد روى الترمذي والنسائي عن ابي سعيد الخدري يرفعه [إن بالمدينة نفراً من الجن قد أسلموا فإذا رأيتم من هذه الهوام شيئاً فآذنوه ثلاثاً فإن بدا لكم فاقتلوه].
قلت : الحديث قد يدل على التلبس وليس التشكل.
أكلهم وشربهم :في الصحيحين أن الجن سألوا النبي صلى الله عليه وسلم الزاد فقال لهم: [لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في يد أحدكم أوفر ما يكون لحماً وكل بعر علف لدوابهم]. فالحديث يدل على انهم يأكلون وهم يشربون أيضاً، ودليل ذلك ما رواه مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [لا يأكلنّ أحد منكم بشماله ولا يشربن بها، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها]. وفي هذا دليل واضح على أن الجن يأكلون ويشربون.
ولهذا فإنه يحرم (أو يكره) على المسلم أن يأكل أو يشرب بشماله أو يأخذ أو يعطي بها.
س:هل يأكل الشيطان مع بني آدم، وكيف؟
نعم قد يشارك الشيطان بني آدم في طعامهم وشرابهم وأموالهم ونكاحهم إذا لم يذكروا اسم الله عز وجل، فإن ذكروا اسم الله عز وجل فقالوا: بسم الله، فان الشيطان لا يستطيع أن يشاركهم في شيء.
قصة وقعت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
روى الإمام مسلم في صحيحه عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده، وإنا حضرنا مرة معه طعاماً فجاءت جارية فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فذهب ليضع يده فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها، فجاء الاعرابي ليستحل به. والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدهما].
وقد ورد أن الذي ينسى التسمية في أول الطعام يقول [بسم الله أوله وآخره] فان الشيطان يقيء ما أكل. كما روى ذلك أبو داود .
هل الجن يتناكحون ويتوالدون ؟
الجن يتناكحون ويتوالدون .. وقد قال الله تعالى: {لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان}، والطمث: الجماع. و أما التوالد فقد قال الله تعالى: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً} والذرية هم الولد والأهل.
أين يسكن الجن ؟
من مساكن الجن الحمامات ولهذا جاء في الصحيحين من حديث أنس : كان رسول الله e اذا دخل الخلاء قال: [اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث] وكذلك المزابل والأماكن الخربة والجحور.
وهل يبنون بيوتاً لهم؟ قد حدثني بعض الجن انهم يبنون والله اعلم.
ولكن قد ثبت بقول الصادق المصدوق ( انهم يشاركون الإنس في بيوتهم إذا لم يذكروا الله عز وجل عند دخولهم للمنزل. فقال (: [اذا دخل الرجل منزله فذكر اسم الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا ذكر اسم الله عند دخوله ولم يذكره عند طعامه قال أدركتم العشاء ولا مبيت لكم، وإذا لم يذكر اسم الله عند دخوله ولا عند عشائه قال: أدركتم المبيت والعشاء] رواه مسلم.
هل الجن يموتون ؟ وأين يقبرون ؟
الجن يموتون وقد جاء في كتاب الله عز وجل قوله: {كل من عليها فان} وفي صحيح البخاري أن النبي ( كان يقول: [أعوذ بعزتك الذي لا إله ألا أنت الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون].
أما الشيطان فانه سيعيش إلى الوقت الذي أمهله الله عز وجل له وذلك يوم تقوم الساعة.
وأما سائر الجن فإنهم يموتون وأعمارهم متفاوتة .
وأماوأما أين يقبرون فالله أعلم بهم، وقد أخبرني بعضهم أنهم يتدافنون وهم داخلون تحت قوله تعالى: {فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون}. والله تعالى أعلم.
أوجه عجزهم وقوتهم :
الجن مخلوقات لله عزوجل ، محتاجة إليه سبحانه، لا تستغني عنه ، فقيرة إليه كسائر المخلوقات. وقد وهبهم الله بعض الخصائص منها :
- اختفاؤهم عن نظر بني آدم .
- سرعة حركة بعضهم .
- قوة بعضهم .
- و في سورة النمل و سورة سبأ وص الكثير من تلك الخصائص التي ذكرتها وغيرها .
أما أوجه ضعفهم فهي كثيرة منها :
- لا يعلمون الغيب كسائر المخلوقات .قال الله تعالى في كتابه ( فلما خرّ تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين)
- ليس لهم سلطان على عباد الله الصالحين .
- خوفهم من بعض عباد الله الصالحين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان ليخاف منك يا عمر)
- تسخيرهم لسليمان عليه السلام.
ما يجب أن نعتقده في الجن
يجب أن نعتقد :
- انهم لا يملكون نفعاً ولا ضراً إلا بإذن اله.
- وانه لا يجوز الذبح إليهم و لا النذر لهم ولا دعاؤهم أو عبادتهم . كل ذلك من الشرك الذي قد يخرج صاحبه من الإسلام .
حوار مع الشيطان الرجيم
حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب الى المسجد فقال لي : عليك ليل طويل فارقد .
قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة .
قال : الأوقات طويلة عريضة .
قلت : أخشى ذهاب صلاة الجماعة .
قال : لا تشدد على نفسك في الطاعة .
فما قمت حتى طلعت الشمس ..
فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات ، وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار .
فقلت : أشغلتني عن الدعاء .
قال : دعه إلى المساء .
وعزمت على المتاب ، فقال : تمتع بالشباب !
قلت : أخشى الموت .
قال : عمرك لا يفوت .
وجئت لأحفظ المثاني قال : روّح نفسك بالأغاني .
قلت : هي حرام .
قال : لبعض العلماء كلام !
قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة .
قال : كلها ضعيفة .
ومرت حسناء فغضضت البصر قال : ماذا في النظر ؟
قلت : فيه خطر .
قال : تفكر في الجمال فالتفكر حلال .
وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق فقال : ما سبب هذه السفرة ؟
قلت : لاخذ عمرة .
فقال : ركبت الأخطار بسبب هذا الإعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة .
قلت : لابد من إصلاح الأحوال .
قال : الجنة لا تدخل بالأعمال .
فلما ذهبت لألقي نصيحة قال : لا تجر إلى نفسك فضيحة .
قلت : هذا نفع العباد .
فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد .
قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟
قال : أجيبك على العام والخاص .
قلت : أحمد بن حنبل ؟
قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل .
قلت : فابن تيمية ؟
قال : ضرباته على رأسي باليومية .
قلت : فالبخاري ؟
قال : أحرق بكتابه داري .
قلت : فالحجاج ؟
قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج .
قلت : فرعون ؟
قال : له منا كل نصر وعون .
قلت : فصلاح الدين بطل حطين ؟
قال : دعه فقد مرغنا بالطين .
قلت : محمد بن عبدالوهاب ؟
قال : أشعل في صدري بدعوته الإلتهاب وأحرقني بكل شهاب .
قلت : أبوجهل ؟
قال : نحن له أخوة وأهل .
قلت : فأبو لهب ؟
قال : نحن معه أينما ذهب !
قلت : فلينين ؟
قال : ربطناه في النار مع استالين .
قلت : فالمجلات الخليعة ؟
قال : هي لنا شريعة .
قلت : فالدشوش ؟
قال : نجعل الناس بها كالوحوش .
قلت : فالمقاهي ؟
قال : نرحب فيها بكل لاهي .
قلت : ما هو ذكركم ؟
قال : الأغاني .
قلت : وعملكم ؟
قال : الأماني .
قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟
قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق .
قلت : فحزب البعث الإشتراكي ؟
قال : قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي .
قلت : كيف تضل الناس ؟
قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات .
قلت : كيف تضل النساء ؟
قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور .
قلت : فكيف تضل العلماء ؟
قال : بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور .
قلت : كيف تضل العامة ؟
قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة .
قلت : فكيف تضل التجار ؟
قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات .
قلت : فكيف تضل الشباب ؟
قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام .
قلت : فما رأيك بدولة اليهود (إسرائيل) ؟
قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة وإسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة .
قلت : فأبو نواس ؟
قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس .
قلت : فأهل الحداثة ؟
قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة .
قلت : فالعلمانية ؟
قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني .
قلت : فما تقول في واشنطن ؟
قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن .
قلت : فما رأيك في الدعاة ؟
قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت .
قلت : فما تقول في الصحف ؟
قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف .
قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟
قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم .
قلت : فما فعلت في الغراب ؟
قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب .
قلت : فما فعلت بقارون ؟
قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز .
قلت : فماذا قلت لفرعون ؟
قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر .
قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟
قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم .
قلت : فماذا يقتلك ؟
قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي .
قلت : فما أحب الناس إليك ؟
قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون .
قلت : فما أبغض الناس إليك ؟
قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد .
قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !
0 thoughts on “عالم الجن”