الجنة
فهذا كتاب الجنة وصفة نعيمها وما أعده الله للداخلين فيها من النعيم الذي لا يزول ولا يفنى ، اللهم اجعلنا ممن يدخلون الجنة بفضلك ومَنك وكرمك يا أكرم الأكرمين ، يا الله ، يا رب العالمين
كتاب الجنة، وصفة نعيمها وأهلها من صحيح مسلم ( رحمه الله تعالى )
1 – عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “حفت الجنة بالمكاره. وحفت النار بالشهوات”.
2 – عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال “قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر”.مصداق ذلك في كتاب الله: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون{ [32 /السجدة /17].
3 – عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. ذخرا. بله ما أطلعكم الله عليه”.
4 – عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. ذخرا. بله ما أطلعكم الله عليه”. ثم قرأ: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}.
5 – عن سهل بن سعد الساعدي قال : شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة. حتى انتهى. ثم قال صلى الله عليه وسلم في آخر حديثه “فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر” ثم اقترأ هذه الآية: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [32 /السجدة /16 و-17].
1 – باب إن في الجنة شجرة، يسير الراكب في ظلها مائة عام، لا يقطعها
6 – عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال “إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة”.
7 – عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله. وزاد “لا يقطعها”.
8 – عن سهل بن سعد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها”.
2 – باب إحلال الرضوان على أهل الجنة، فلا يسخط عليهم أبدا
9 – عن أبي سعيد الخدري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك. ربنا! وسعديك. والخير في يديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى؟ يا رب! وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك. فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب! وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني. فلا أسخط عليكم بعده أبدا”.
3 – باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف، كما يرى الكوكب في السماء
10 – عن سهل بن سعد؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة كما تراءون الكوكب في السماء”.
قال فحدثت بذلك النعمان بن أبي عياش فقال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: “كما تراءون الكوكب الدري في الأفق الشرقي أو الغربي”.
11 – ، عن أبي سعيد الخدري؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب. لتفاضل ما بينهم” قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء. لا يبلغها غيرهم. قال “بلى. والذي نفسي بيده! رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين”.
4 – باب فيمن يود رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، بأهله وماله
12 – عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من أشد أمتي لي حبا، ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني، بأهله وماله”.
5 – باب في سوق الجنة، وما ينالون فيها من النعيم والجمال
13 – عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن في الجنة لسوقا. يأتونها كل جمعة. فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم. فيزدادون حسنا وجمالا. فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا. فيقول لهم أهلوهم: والله! لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا. فيقولون: وأنتم، والله! لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا”.
6 – باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، وصفاتهم وأزواجهم
14 – (2834) حدثني عمرو الناقد ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. جميعا عن ابن علية (واللفظ ليعقوب). قالا: حدثنا إسماعيل بن علية. أخبرنا أيوب عن محمد قال:
إما تفاخروا وإما تذاكروا: الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟ فقال أبو هريرة: أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم “إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر. والتي تليها على أضوإ كوكب دري في السماء. لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان. يرى مخ سوقهما من وراء اللحم. وما في الجنة أعزب؟”
14-م – (2834) حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن أيوب، عن ابن سيرين. قال:
اختصم الرجال والنساء: أيهم في الجنة أكثر؟ فسألوا أبا هريرة فقال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم. بمثل حديث ابن علية.
15 – (2834) وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالواحد (يعني ابن زياد) عن عمارة بن القعقاع. حدثنا أبو زرعة قال: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أول من يدخل الجنة”. ح وحدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب (واللفظ لقتيبة) قالا: حدثنا جرير عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر. والذين يلونهم على أشد كوكب دري، في السماء، إضاءة. لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون. أمشاطهم الذهب. ورشحهم المسك. ومجامرهم الألوة. وأزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد. على صورة أبيهم آدم. ستون ذراعا، في السماء”.
16 – (2834) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أول زمرة تدخل الجنة من أمتي، على صورة القمر ليلة البدر. ثم الذين يلونهم على أشد نجم، في السماء، إضاءة. ثم هم بعد ذلك منازل. لا يتغوطون ولا يبولون ولا يتمخطون ولا يبزقون. أمشاطهم الذهب. ومجامرهم الألوة. ورشحهم المسك. أخلاقهم على خلق رجل واحد. على طول أبيهم آدم، ستون ذراعا”.
قال ابن أبي شيبة: على خلق رجل. وقال أبو كريب: على خلق رجل. وقال ابن أبي شيبة: على صورة أبيهم.
7 – باب في صفات الجنة وأهلها، وتسبيحهم فيها بكرة وعشيا
17 – (2834) حدثنا محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. حدثنا معمر عن همام بم منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر أحاديث منها:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أول زمرة تلج الجنة، صورهم على صورة القمر ليلة البدر. لا يبصقون فيها ولا يتمخطون ولا يتغوطون فيها. آنيتهم وأمشاطهم من الذهب والفضة. ومجامرهم من الألوة. ورشحهم المسك. ولكل واحد منهم زوجتان. يرى مخ ساقهما من وراء اللحم، من الحسن. لا اختلاف بينهم ولا تباغض. قلوبهم قلب واحد. يسبحون الله بكرة وعشيا”.
18 -عن جابر. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون. ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون”. قالوا: فما بال الطعام؟ قال “جشاء ورشح كرشح المسك. يلهمون التسبيح والتحميد، كما يلهمون النفس”.
19 – وعن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يأكل أهل الجنة فيها ويشربون. ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبولون. ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك. يلهمون التسبيح والحمد، كما يلهمون النفس”. قال وفي حديث حجاج “طعامهم ذاك”.
20 – (2835) وحدثني سعيد بن يحيى الأموي. حدثني أبي. حدثنا ابن جريج. أخبرني أبو الزبير عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله. غير أنه قال “ويلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس”.
8 – باب في دوام نعيم أهل الجنة، وقوله تعالى: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}
21 – عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال “من يدخل الجنة ينعم لا يبأس. لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه”.
22 – عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال “ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا. وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا. وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا. وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا” فذلك قوله عز وجل: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} [7 /الأعراف /43].
9 – باب في صفة خيام الجنة، وما للمؤمنين فيها من الأهلين
23 – عن أبي بكر بن عبدالله بن قيس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة. طولها ستون ميلا. للمؤمن فيها أهلون. يطوف عليهم المؤمن. فلا يرى بعضهم بعضا”.
عن أبي بكر بن عبدالله بن قيس، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة. عرضها ستون ميلا. في كل زاوية منها أهل. ما يرون الآخرين. يطوف عليهم المؤمن”.
25 – عن أبي بكر بن أبي موسى بن قيس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الخيمة درة. طولها في السماء ستون ميلا. في كل زاوية منها أهل للمؤمن. لا يراهم الآخرون”.
10 – باب ما في الدنيا من أنهار الجنة
26 – عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “سيحان وجيحان، والفرات والنيل، كل من أنهار الجنة”.
11 – باب يدخل الجنة أقوام، أفئدتهم مثل أفئدة الطير
27 – عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال “يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير”.
28 – عن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر أحاديث منها:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خلق الله عز وجل آدم على صورته. طوله ستون ذراعا. فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر. وهم نفر من الملائكة جلوس. فاستمع ما يجيبونك. فإنها تحيتك وتحية ذريتك. قال فذهب فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. قال فزادوه: ورحمة الله. قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم. وطوله ستون ذراعا. فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن”.
12 – باب في شدة حر نار جهنم، وبعد قعرها، وما تأخذ من المعذبين
29 – عن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام. مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها”.
30 – عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ناركم هذه، التي يوقد ابن آدم، جزء من سبعين جزءا من حر جهنم”. قالوا: والله! إن كانت لكافية، يا رسول الله! قال “فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا. كلها مثل حرها”.
31 – عن أبي هريرة، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ سمع وجبة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم “تدرون ما هذا؟” قال قلنا: الله ورسوله أعلم. قال “هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا. فهو يهوي في النار الآن، حتى انتهى إلى قعرها”.
32 – قال قتادة: سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة؛ أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه. ومنهم من تأخذه إلى حجزته. ومنهم من تأخذه إلى عنقه”.
33 – عن سعيد، عن قتادة، قال: سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة بن جندب؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “منهم من تأخذه النار إلى كعبيه. ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه. ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته. ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته”.
13 – باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء
34 – عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “احتجت النار والجنة. فقالت هذه: يدخلني الجبارون والمتكبرون. وقالت هذه: يدخلني الضعفاء والمساكين. فقال الله، عز وجل، لهذه: أنت عذابي أعذب بك من أشاء (وربما قال: أصيب بك من أشاء). وقال لهذه: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء. ولكل واحدة منكما ملؤها”.
35 – عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “تحاجت النار والجنة. فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم. فقال الله للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي. ولكل واحدة منكم ملؤها. فأما النار فلا تمتلئ. فيضع قدمه عليها. فتقول: قط قط. فهنالك تمتلئ. ويزوي بعضها إلى بعض”.
36 – (2846) حدثنا محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. حدثنا معمر عن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر أحاديث منها:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تحاجت الجنة والنار. فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم؟ قال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي. ولكل واحدة منكما ملؤها. فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله، تبارك وتعالى، رجله. تقول: قط قط قط. فهنالك تمتلئ. ويزوي بعضها إلى بعض. ولا يظلم الله من خلقه أحدا. وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا”.
37 -وعن أنس بن مالك؛ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال “لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يضع فيها رب العزة، تبارك وتعالى. قدمه. فتقول: قط قط، وعزتك. ويزوي بعضها إلى بعض”.
38 – (2848) حدثنا محمد بن عبدالله الرزي. حدثنا عبدالوهاب بن عطاء، في قوله عز وجل: {يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} [50 /ق /30] فأخبرنا عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال “لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد. حتى يضع رب العزة فيها قدمه. فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط. بعزتك وكرمك. ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا، فيسكنهم فضل الجنة”.
39 – عن ثابت قال: سمعت أنسا يقول، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال “يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى. ثم ينشئ الله تعالى لها خلقا مما يشاء”.
40 – عن أبي سعيد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح (وزاد أبو كريب) فيوقف بين الجنة والنار (واتفقا في باقي الحديث) فيقال: يا أهل الجنة! هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم. هذا الموت. قال ويقال: يا أهل النار! هل تعرفون هذا؟ قال فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم. هذا الموت. قال فيؤمر به فيذبح. قال ثم يقال: يا أهل الجنة! خلود فلا موت. ويا أهل النار! خلود فلا موت” قال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون} [19 /مريم /39] وأشار بيده إلى الدنيا.
41 – عن أبي سعيد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا أدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، قيل: يا أهل الجنة!” ثم ذكر بمعنى حديث أبي معاوية. غير أنه قال “فذلك قوله عز وجل” ولم يقل: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يذكر أيضا: وأشار بيده إلى الدنيا.
42 – حدثنا نافع؛ أن عبدالله قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “يدخل الله أهل الجنة الجنة. ويدخل أهل النار النار. ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة! لا موت. ويا أهل النار! لا موت. كل خالد فيما هو فيه”.
43- عن عبدالله بن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وصار أهل النار إلى النار، أتى بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار. ثم يذبح. ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة! لا موت. ويا أهل النار! لا موت. فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم. ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم”.
44 – عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ضرس الكافر، أو ناب الكافر، مثل أحد. وغلظ جلده مسيرة ثلاث”.
45 – عن أبي هريرة. يرفعه قال “ما بين منكبي الكافر في النار، مسيرة ثلاثة أيام، للراكب المسرع”. ولم يذكر الوكيعي “في النار”.
46 – عن حارثة بن وهب؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال “ألا أخبركم بأهل الجنة؟” قالوا: بلى. قال صلى الله عليه وسلم “كل ضعيف متضعف. لم أقسم على الله لأبره”. ثم قال “ألا أخبركم بأهل النار؟” قالوا بلى. قال “كل عتل جواظ مستكبر”.
47 – قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف. لو أقسم على الله لأبره. ألا أخبركم بأهل النار؟ كل جواظ زنيم متكبر”.
48 – عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “رب أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره”.
49 – عن عبدالله بن زمعة. قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر الناقة وذكر الذي عقرها. فقال “إذ انبعث أشقاها: انبعث بها رجل عزيز عارم منيع في رهطه، مثل أبي زمعة” ثم ذكر النساء فوعظ فيهن ثم قال “إلام يجلد أحدكم امرأته؟” في رواية أبي بكر “جلد الأمة” وفي رواية أبي كريب “جلد العبد. ولعله يضاجعها من آخر يومه” ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال “إلام يضحك أحدكم مما يفعل؟”
50 – عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف، أبا بني كعب هؤلاء، يجر قصبه في النار”.
51 -قال : سعيد بن المسيب: إن البحيرة التي يمنع درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس. وأما السائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم، فلا يحمل عليها شيء. وقال ابن المسيب: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار. وكان أول من سيب السيوب”.
52 – (2128) حدثني زهير بن حرب. حدثنا جرير عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صنفان من أهل النار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات. رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة. لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها. وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا”.
53 – عن ابو هريرة هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يوشك، إن طالت بك مدة، أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر. يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله”.
54 – قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن طالت بك مدة، أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله، ويروحون في لعنته. في أيديهم مثل أذناب البقر”.
أبواب الجنة ثمانيه قيل أن أسماؤها :
- باب محمد صلى الله عليه وسلم وهو باب (التوبه)
- باب الصلاه
- باب الصوم وهو باب (الريان)
- باب الزكاة
- باب الصدقه
- باب الحج والعمرة
- باب الجهاد
- باب الصله
درجات الجنة وغرفها :
v والجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن جل وعلا ومنه تخرج أنهار الجنة الأربعة الرئيسية ( نهر اللبن – نهر العسل – نهر الخمر – نهر الماء ) .
v وأعلى مقام فى الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
v ثم غرف أهل عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجرى من تحتها الأنهار يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم فى السماوات العلا, وهى منزلة الأنبياء والشهداءوالصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين فى الله .
v وفى الجنة غرف ( قصور ) من الجواهر الشفافة يرى ظاهرها من باطنها وهى لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام . ثم باقى أهل الدرجات وهى مائة درجة وأدناهم منزلة من كان له ملك مثل عشرة أمثال اغنى ملوك الدنيا .
ذكر أسماء بعض أنهار الجنة وعيونها :
وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس الأعلى وقد ورد ذكر أسماء بعضها فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها :
- نهر الكوثر :
وهو نهر أعطى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجنة ويشرب منه المسلمون فى الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبدا بحمد الله وقد سميت احدى سور القرآن باسمه ووصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤالمجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضه .
- نهر البيدخ :
وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كالقمر ليلة البدر وقد ذهب عنهم ما وجدوه من أذى الدنيا .
- نهر بارق :
وهو نهر على باب الجنه يجلس عنده الشهداء فيأتيهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا.
- عين تسنيم :
وهى أشرف شراب أهل الجنة وهو من الرحيق المختوم ويشربه المقربون صرفا ويمزج بالمسك لأهل اليمين
- عين سلسبيل : وهى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل
- عين مزاجها الكافور : وهى شراب الأبرار
وجميعها أشربة لا تسكر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤا منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه .
وطعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) ق-35
أشجار الجنة :
وجميعها سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر وقد ذكر منها:
1. شجرة طوبى :
قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تشبه شجرة الجوز وهىبالغة العظم فى حجمها وتتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة فى كل ثمرة سبعين ثوبا ألوانا ألوان من السندس (الحريرالرقيق ) والأستبرق ( الحرير السميك ) لم ير مثلها أهل الدنيا ينال منها المؤمن ما يشاء وعندها يجتمع أهل الجنة فيتذكرون لهو الدنيا ( اللعب والطرب والفنون ) فيبعث الله ريحا من الجنه تحرك تلك الشجرة بكل لهو كان فى الدنيا .
2. سدرة المنتهى :
وهى شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهارويغشاها نور الله والعديد من الملائكه وهى مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام ومعه اطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا وأوراقها تحمل علم الخلائق وما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى وفى الجنة أشجارمن جميع ألوان الفواكه المعروفة فى الدنيا ليس منها الا الأسماء اما الجوهر فهو ما لا يعلمه الا الله
وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ( البقرة-25)
وقد ذكر من ثمار الجنة ( التين – العنب – الرمان – الطلح ( الموز ) والبلح ( النخيل ) والسدر ( النبق ) وجميع ما خلق الله تبارك وتعالى لأهل الدنيا من ثمار .
صفة أهل الجنة :
1. الرجــــال :
يبعث الله الرجال من اهل الجنة على صورة أبيهم آدم جردا ( بغير شعر يغطى أبدانهم ) مردا ( طوال القامة ستون ذراعا أى حوالى ثلا ثة وثلاثون مترا ) مكحلين فى الثالثة والثلاثين من العمر على مسحة وصورة يوسف وقلب أيوب ولسان محمد عليه الصلاة والسلام ( اى يتكلمون العربية ) وقد أنعم الله عليهم بتمام الكمال والجمال والشباب لا يموتون ولا ينامون .
- النســــاء : ونساء الجنة صنفان
v الحور العين : وهن خلق مخلوقات لأهل الجنة وصفهن الله تبارك وتعالى فى كتابه العزيز بأنهن :
كأنهن الياقوت والمرجان ( الرحمن – 58)
وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ( الواقعة – 22)
كأنهن بيض مكنون ( الصافات -49 )
وهن نساء نضرات جميلات ناعمات لو أن واحدة منهن اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها وللمؤمن منهن ما لا يعد ولا يحصى , قال عليه الصلاة والسلام ان السحابة لتمر بأهل الجنة فيسألونها أن تمطرهم كواعب أترابا فتمطرهم ما يشاءون من الحور العين .
نساء الدنيا المؤمنات اللاتى يدخلهن الله الجنة برحمته :
وهؤلاء هن ملكات الجنة وهن اشرف وأفضل واكمل وأجمل من الحور العين ( لعبادتهن الله فى الدنيا ) وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضى الله عنها أن فضل نساء الدنيا على الحور العين كفضل ظاهر الثوب على بطانته وقد أعد الله لهن قصورا ونعيما ممدودا أعطاهن الله شبابا دائما وجمالا لم تره عين من قبل , قال صلى الله عليه وسلم فى وصفهن أن المؤمن لينظر ال مخ ساقها ( أى زوجته ) كما ينظر أحدكم الى السلك من الفضه فى الياقوت ( كأنهن فى شفافية الجواهر ) على رؤوسهن التيجان وثيابهن الحرير .
الغلمان :
وهم خلق من خلق الجنة وهم خدم الجنة الصغار يطوفون على أهل الجنة بالطعام والشراب وقائمين على خدمتهم, وهم من تمام النعيم لأهل الجنة فرؤيتهم وحدها دون خدمتهم من المسرة .
ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ( الأنسان – 19)
المولودون فى الجنة :
واذا أشتهى أحد من أهل الجنة الولد ( الأنجاب ) أعطاه الله برحمته كما يشاء وهذه رحمة لمن حرم الأنجاب فى الدنيا ولمن يحرمها أيضا أذا شاء .
لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ( الزمر -34 )
قال صلى الله علية وسلم ( اذا اشتهى المؤمن الولد فى الجنة كان حمله , ووضعه , وسنه ” اى نموه الى السن الذى يرغبه المؤمن ” فى ساعة كما يشتهى ) .
اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و ان لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل الا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين
دخول الجنة بغير حساب
إن عمر الإنسان لا نهاية له..
وإن حياة كل إنسان لابد أن تمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأُولى: تبدأ بولادته، وتنتهي بوفاته.. وتسمى “الحياة الدنيا” وفيها يكون الإنسان “مكلفاً بالإسلام” إيماناً وعملاً… وحسب إيمانه، وطبيعة عمله في هذه المرحلة، تتحدد طبيعة المرحلتين التاليتين.
المرحلة الثانية: تبدأ بوفاته، وتنتهي بنشوره يوم القيامة.. وتسمى “حياة البرزخ”: {… ومِن ورائهِم برزخٌ إلى يومِ يُبعثُونَ}#message . (المؤمنون/100)
وهي الفترة التي يقضيها الإنسان في قبره.. وفيها إما أن يكون منعماً، وإما معذباً.. فإن كان في الدنيا من المؤمنين المجاهدين، المصلحين في الأرض: كان قبره “روضة من رياض الجنة”.. وإن كان من الكافرين، أو المجرمين المفسدين في الأرض: كان قبره “حفرة من حفر الجحيم”.
المرحلة الثالثة: وتبدأ بنشوره للحساب يوم القيامة، وتمتد أبد الآبدين.. وتسمى “حياة الآخرة” وفيها يعيش الإنسان: إما في النعيم، حيث جنة المأوى… وإما في الجحيم حيث لا يموت فيها ولا يحيا: {فريقٌ في الجنة، وفريقٌ في السعير}#message .(الشورى/7)
وفي هذه المرحلة لابد أن يقف جميع الناس للحساب، إلا فريق منهم..
فمَن هذا الفريق يا ترى؟؟
المتحابّون في الله:
الحب في الله: أن يحب المؤمن أخاه المؤمن.. لا يحبه إلا لله تعالى.. لا يشوب هذا الحب طمع مادي، ولا مصادفة عارضة، ولا نزوة هوى، ولا نفاق اجتماعي، ولا نحو ذلك..
أن يحبه لله… لا لعلاقة مصلحية.. ولا لصلة مهنية.. ولا لقرابة نسبية.. ولا لوحدة وطنية.. ولا لرابطة قومية..
أن يحبه لله.. في الله… وفي سبيل الله.
ولقد جاء في الحديث عن رسول الله (ص): “ينصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة، وجوههم كالقمر ليلة البدر، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافون، أُولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فقيل: من هم يا رسول الله؟
قال (ص): هم المتحابون في الله”.
وفي حديث آخر عنه (ص): “إذا كان يوم القيامة، ينادي منادٍ: أين جيران الله في داره؟ فيقوم عنق من الناس، فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون لهم: ماذا كان عملكم فصرتم جيران الله في داره؟ فيقولون: كنا نتحاب في الله، ونتباذل في الله، ونتزاور في الله، عز وجل، فينادي مناد: صدق عبادي.. خلّوا سبيلهم.. لينطلقوا إلى جوار الله بغير حساب”.
طوبى لهم وحسن مآب.
شواهد واقعية:
سيقول الذين في قلوبهم مرض؛ الحب في الله مثالية.. خيالية.. فنقول لهم: لدينا آلاف الشواهد الواقعية، منذ فجر الإسلام.. حتى يومنا الحاضر.. لمؤمنين.. وحّدهم الإيمان… فتحابّوا في الله:
في بدء الدعوة الجبارة.. في إحدى المعارك الإسلامية.. يسقط مسلم جريح، فيطلب ماء، فيؤتى له بالماء، فيقول اسقوا أخي هذا فإنه سقط قبلي!! فيعرض الماء على الجريح الثاني، فيقول اسقوا أخي هذا ـ مشيراً إلى جريح ثالث ـ فإنه سقط قبلي!! فيؤتى له بالماء، فيجدونه ميتاً!! ويعودون إلى الجريح الثاني فيجدونه قد استشهد!! ويسرعون إلى الجريح الأول فيرونه قد فارق الحياة!!
إنهم تحابّوا في الله.. فآثر كل منهم أخاه على نفسه.. فماتوا عطاشى.. ودمهم يسقي التراب.
إن الحياة من صنع الإنسان.. وإذا ملأ الإيمان نفوس الناس.. وتمسكوا بأحكام الإسلام العظيم.. وبلغت روابطهم درجة الحب في الله: تغير وجه الحياة، وتحققت المعجزات:
{… إنَّ الله لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بِأنفسهِم…}. (الرعد/11)
يا أُمة محمد صلى الله عليه وسلم -):
إن الحب في الله: لا يتيسر إلا للذين آمنوا، وصفت نفوسهم، وزكت أرواحهم، وطهرت قلوبهم، وغمر نور الإسلام عقولهم، فصلحت أعمالهم، وسمت أخلاقهم، فاستحقوا أن يدخلوا الجنة بغير حساب…
وإن الحب في الله: ليس رهبانية ولا اعتزال.. بل أن نتفانى في خدمة الناس: أن نحرص على هداية الضال، وإرشاد المنحرف، ونصح الفاسق، واستتابة الفاجر… أن ندافع عن المظلوم ونقاوم الظالم.. أن ننتصر للمقهور والمستضعف.
إن الحب في الله: أن ننشر الإيمان بالله بين عباد الله.. وأن نطارد الكفر بالله ونطهر الأرض من أعداء الله.. وأن نصبر على ما يصيبنا في سبيل الله من عذاب، لنستحق دخول الجنة بغير حساب.
وإذا كانت الجنة لا تُنال إلا بالإيمان الذي يستقر في القلب وتصدقه الجوارح، فإن دخول الجنة من غير حساب لا يكون إلا بالحب في الله، وهو أعلى مراتب الإيمان:
قال رسول الله (ص): “لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابوا..”.
“اللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا منك
0 thoughts on “الجنة”