الحج
الحج ركن من أركان الاسلام
أي لا إسلام لمن لم يحج وهو يستطيع ، لأن الرسول –
صلى الله عليه وسلم – يقول : بني الإسلام على خمس
، شهادة ألا إله الا الله وأن محمد رسول الله ،
وايقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج
البيت
لمن استطاع إليه سبيلا ) .
وقال الصديق – رضى الله عنه – والله لأقاتلن من
فرق بين الصلاة والزكاة ، حين ارتدت العرب بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه
وسلم - وهذا ينطبق على بقية الأركان .
ومن فضل الله عزوجل علينا أن الحج في العمر مرة
واحدة .
لذلك لما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – وحج
بيت الله الحرام ، قال رجل من الصحابة أفي كل عام
يا رسول الله ، فأعرض عنه الرسول – صلى الله عليه
وسلم – ثم كررها الرجل ثلاث مرات والرسول يُعرض
عنه ، وفي الثالثة قال له لو قلت نعم لوجبت ولما
استطعتم .
والحج عبادة عظيمة الأجر والثواب يمحو الله تعالى
بها الخطيئات ويهدم ما قبلها من السيئات ويرفع بها
الدرجات وما أجلّها من طاعة وفريضة ينبغي أن يحرص
المسلم على أدائها بالكيفية التي شرعها الله تعالى
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ
فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ
وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ
خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا
أُولِي الْأَلْبَابِ (197) البقرة) وكما أدّاها
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "خذوا عني
مناسككم" وبشّر عليه الصلاة والسلام فقال "من حجّ
فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" وقال صلى
الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما
بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"
والحج المبرور هو قصد الكريم وإرادة العظيم وصفاء
النية وسلامة الهدف ووضوح الرؤية وإخلاص العمل له
جلّ وعلا.
والحج المبرور يجب أن تكون نفقته من الحلال والبعد
عن الجدال وبذل الحقوق وترك الفسوق والترفع عن
العبث وهجر الرفث ولزوم الأدب وحُسن الخلق والتزام
النظام وتجنّب الغوغاء.
والحج المبرور هو جمال الاتّباع وروعة القتفاء
وتلمّس السُّنة والأخذ عن الحبيب المطصفى صلى الله
عليه وسلم والبعد عن المخالفة والحذر من البدعة.
والحج المبرور هو اللهج بالدعاء والإلحاح في
الرجاء والكثرة للذكر والتأمل في الوحي والتدبر
للقرآن والإقامة للصلاة.
والحج المبرور هو رد المظالم وبذل المكارم وأداء
الأمانات.
والحج المبرور هو التوبة من الذنب والندم على
المعصية والبكاء على الخطايا والعزم على الاقلاع.
والحج المبرور هو ذمّ النفوس عن الهوى وكبح
الجوارح عن الخطأ وحفظ اللسان عن الخنا.
والحج المبرور هو تعظيم الشعائر وإجلال المكان
واحترام الزمان وصيانة المثل والاحسان إلى الناس.
والحج المبرور هو مرضاة الربّ وغفران الذنب ورفعة
للدرجة ومحوٌ للسيئات وطريق إلى الجنة.
وفقّنا الله تعالى وإياكم ويسّر لكم ولنا وتقبّل منا ومنكم لإنه سميع مجيب
رحيم رقيب وجعل حجّكم حجاً مبروراً مقبولاً وسعيكم
مشكوراً لإنه غفور
.
|