-
عبد الله بن مبارك أمير المؤمنين فب
الحديث الشريف، هكذا قال عنه يحيى بن معين
، هكذا عرف بين علماء المسلمين. -
قال عنه
سفيان الثوري : عبد الله بن مبارك أعلم أهل
المشرق وأهل المغرب وما بينهما . -
ولد بمرو
الشاهجان بخرسان لأبوين عرف عنهما التقوى
والورع. -
طلب
العلم في فنون مختلفه، وبرع في الحديث
الشريف. -
يروى عن
أسفارة في طلب الحديث روايات عجيبه حتى
أنه كان يسافر آلاف الأميال لسماع حديث
واحد عن ثقة . -
كان يطيل
الجلوس بين الكتب ،ولما قيل له : إنك تكثر
الجلوس وحدك ، غضب وقال : أنا وحدي ؟أنا مع
الأنبياء والأولياء والحكماء ومع النبي
وأصحابة . -
من شيوخة
في الفقه : سفيان الثوري ومالك بن أنس
وأبوا حنيفه النعمان . -
كان
بالإضافه إلى فقهه ،أديباً شاعراً ، ومن
أبياتة المشهورة قصيدة في الجهاد ، فقد
كان –رضي الله عنه- مجاهداً
لايترك الثغور . وقد وجه أبياته
هذه إلى الفضيل بن عياض الذي كان مجاوراً
للحرمين الشريفين:
يا عابد للحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك بالعبادة تلعب من
كان يخضب جيدة بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب أو
كان يتعب خيله في باطل فخبولنايوم
الصبيحة تتعب ريح
العبير لكم، ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب
وقد
أتانا من مقال نبينا قول
صحيح صادق لا يكذب لاجمع
بين غبار خيل الله في أنفامرىء ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد
بميت ، لايكذب
ابن
رشْد هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد
الأندلسي القرطبي، ولد سنة 520 هـ. وقد
اشتهر في العلوم الفلسفية والطبية،
ويقتصر حديثنا عنه في مجال الطب. فقد أخذ
الطب عن أبي جعفر هارون وأبي مروان بن
جربول الأندلسي. ويبدو أنه كان بينه وبين
أبي مروان بن زهر، وهو من كبار أطباء
عصره، مودّة، وأنه كان يتمتع بمكانة
رفيعة بين الأطباء. وبالرغم من بروز ابن
رشد في حقول الطب، فإن شهرته تقوم على
نتاجه الفلسفي الخصب، وعلى الدور الذي
مثّله في تطور الفكر العربي من جهة،
والفكر اللاتيني من جهة أخرى. تولّى ابن
رشد منصب القضاء في اشبيلية، وأقبل على
تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة
الموحدي أبي يعقوب يوسف، وكان قد دخل في
خدمته بواسطة الفيلسوف ابن الطفيل، ثم
عاد إلى قرطبة حيث تولى منصب قاضي
القضاة، وبعد ذلك بنحو عشر سنوات أُلحق
بالبلاط المراكشي كطبيب الخليفة الخاص.
ولما تولى المنصور أبو يوسف يعقوب
الخلافة بعد أبيه، لقي الفيلسوف والطبيب
على يديه ما لقي على يدي والده من حظوة
وإكرام. إلا أن الوشاة ما زالوا بالمنصور
حتى أثاروا حفيظته عليه، فأمر بإحراق
كتبه وسائر كتب الفلسفة، وحظر الاشتغال
بالفلسفة والعلوم جملة، ما عدا الطب،
والفلك، والحساب، ونفي ابن رشد، إلا أن
الخليفة ما لبث أن رضي عنه وأعاده إلى
سابق منزلته. وتوفي ابن رشد في مراكش في
أول دولة الناصر، خليفة المنصور. تقع
مؤلفات ابن رشد في أربعة أقسام: شروح
ومصنفات فلسفية وعملية، شروح ومصنفات
طبية، كتب فقهية وكلامية، وكتب أدبية
ولغوية، ونكتفي هنا بعرض الشروح
والمصنفات الطبية: كتاب الكليات، شرح
الأرجوزة المنسوبة لابن سينا في الطب،
تلخيص كتاب المزاج لجالينوس، كتاب
التعرّق لجالينوس، كتاب القوى الطبيعية
لجالينوس، كتاب العلل والأعراض
لجالينوس، كتاب الحمّيات لجالينوس، كتاب
الاسطقسات لجالينوس، تلخيص أول كتاب
الأدوية المفردة لجالينوس، تلخيص النصف
الثاني من كتاب حيلة البرء لجالينوس،
مقالة في المزاج، مقالة في نوائب الحمّى،
مقالة في الترياق.
1البيروني هو محمد بن أحمد المكنى
بأبي الريحان البيروني، ولد في خوارزم
عام 362 هـ. ويروى أنه ارتحل عن خوارزم إلى
كوركنج، على أثر حادث مهم لم تعرف
ماهيته، ثم انتقل إلى جرجان. والتحق هناك
بشمس المعالي قابوس، من سلالة بني زياد.
ومن جرجان عاد إلى كوركنج حيث تقرب من بني
مأمون، ملوك خوارزم، ونال لديهم حظوة
كبيرة. ولكن وقوع خوازم بيد الغازي
سبكتكين اضطر البيروني إلى الارتحال
باتجاه بلاد الهند، حيث مكث أربعين سنة،
على ما يروى. وقد جاب البيروني بلاد
الهند، باحثاً منقباً، مما أتاح له أن
يترك مؤلفات قيمة لها شأنها في حقول
العلم. وقد عاد من الهند إلى غزنة ومنها
إلى خوارزم حيث توفي في حدود عام 440 هـ.
ترك البيروني ما يقارب المائة مؤلف شملت
حقول التاريخ والرياضيات والفلك وسوى
ذلك، وأهم آثاره: كتاب الآثار الباقية عن
القرون الخالية، كتاب تاريخ الهند، كتاب
مقاليد علم الهيئة وما يحدث في بسيطة
الكرة، كتاب القانون المسعودي في الهيئة
والنجوم، كتاب استخراج الأوتار في
الدائرة، كتاب استيعاب الوجوه الممكنة
في صفة الإسطرلاب، كتاب العمل
بالإسطرلاب، كتاب التطبيق إلى حركة
الشمس، كتاب كيفية رسوم الهند في تعلم
الحساب، كتاب في تحقيق منازل القمر، كتاب
جلاء الأذهان في زيج البتاني، كتاب
الصيدلية في الطب، كتاب رؤية الأهلة،
كتاب جدول التقويم، كتاب مفتاح علم
الهيئة، كتاب تهذيب فصول الفرغاني،
مقالة في تصحيح الطول والعرض لمساكن
المعمورة من الأرض، كتاب إيضاح الأدلة
على كيفية سمت القبلة، كتاب تصور أمر
الفجر والشفق في جهة الشرق والغرب من
الأفق، كتاب التفهيم لأوائل صناعة
التنجيم، كتاب المسائل الهندسية. ساهم
البيروني في تقسيم الزاوية ثلاثة أقسام
متساوية، وكان متعمقاً في معرفة قانون
تناسب الجيوب. وقد اشتغل بالجداول
الرياضية للجيب والظل بالاستناد إلى
الجداول التي كان قد وضعها أبو الوفاء
البوزجاني. واكتشف طريقة لتعيين الوزن
النوعي. فضلاً عن ذلك قام البيروني
بدراسات نظرية وتطبيقية على ضغط
السوائل، وعلى توازن هذه السوائل. كما
شرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع
من تحت إلى فوق، وكيفية ارتفاع السوائل
في الأوعية المتصلة إلى مستوى واحد، على
الرغم من اختلاف أشكال هذه الأوعية
وأحجامها. وقد نبّه إلى أن الأرض تدور حول
محورها، ووضع نظرية لاستخراج محيط الأرض.
الإدريسي
هو أبو الحسن محمد بن إدريس الحموي،
الحسني، الطالبي، المعروف بالشريف
الإدريسي، من نسل الأدارسة الحمويين. وهو
من أكابر علماء الجغرافيا والرحالة
العرب، وله مشاركة في التاريخ، والأدب،
والشعر، وعلم النبات. ولد في سبته سنة 493
هـ، وتوفي فيها، على الأرجح، سنة 560. نشأ
وتثقف في قرطبة، ومن هنا نعته بالقرطبي،
فأتقن فيها دراسة الهيئة، والفلسفة،
والطب، والنجوم، والجغرافيا، والشعر.
طاف بلداناً كثيرة في الأندلس، والمغرب،
والبرتغال، ومصر. وقد يكون عرف سواحل
أوروبا الغربية من فرنسا وإنكلترا، كما
عرف القسطنطينية وسواحل آسيا الصغرى.
وانتهى إلى صقلية، فاستقر في بلاط
صاحبها، روجه الثاني النورماني، المعروف
عند العرب باسم رجار، في بالرم، ومن هنا
تلقينه بالصقلي. فاستعان به رجار، وكان
من العلماء المعدودين في صنع دائرة الأرض
من الفضة ووضع تفسير لها. ويبدو أن
الإدريسي ترك صقلية في أواخر أيامه، وعاد
إلى بلدته سبته حيث توفي. ألف الإدريسي
كتابه المشهور (نزهة المشتاق في اختراق
الآفاق) والمسمى أيضاً (كتاب رجار) أو (الكتاب
الرجاري) وذلك لأن الملك رجار ملك صقلية
هو الذي طلب منه تأليفه كما طلب منه صنع
كرة من الفضة منقوش عليها صورة الأقاليم
السبعة، ويقال أن الدائرة الفضية تحطمت
في ثورة كانت في صقلية، بعد الفراغ منها
بمدة قصيرة، وأما الكتاب فقد غدا من أشهر
الآثار الجغرافية العربية، أفاد منه
الأوروبيون معلومات جمة عن بلاد المشرق،
كما أفاد منه الشرقيون، فأخذ عنه
الفريقان ونقلوا خرائطه، وترجموا بعض
أقسامه إلى مختلف لغاتهم. في السنة التي
وضع فيها الإدريسي كتابه المعروف، توفي
الملك رجار فخلفه غليام أو غليوم الأول،
وظل الإدريسي على مركزه في البلاط، فألف
للملك كتاباً آخر في الجغرافيا سمّاه (روض
الأنس ونزهة النفس) أو (كتاب الممالك
والمسالك)، لم يعرف منه إلا مختصر مخطوط
موجود في مكتبة حكيم أوغلو علي باشا
باسطنبول. وذكر للإدريسي كذلك كتاب في
المفردات سماه (الجامع لصفات أشتات
النبات)، كما ذكر له كتاب آخر بعنوان (انس
المهج وروض الفرج).
الحَمَوي
هو الشيخ الإمام شهاب الدين أبو عبد الله
ياقوت ابن عبد الله الحموي الرومي
البغدادي. لا تذكر المراجع الأصيلة شيئاً
عن تاريخ ميلاده، إلا أن الثابت أنه أخذ
أسيراً من بلاد الروم وحمل إلى بغداد مع
غيره من الأسرى، حيث بيع. فاشتراه تاجر
غير متعلم ، يقال له عسكر الحموي، فنسب
إليه، وسمي ياقوت الحموي. ألحقه مولاه
بأحد الكتاتيب ليتعلم، على أمل أن ينفعه
وينفع الناس في ضبط الحسابات وحصر
الأعمال التجارية. وقرأ ياقوت الصرف
والنحو وسائر قواعد اللغة، ولستخدمه
مولاه في الأسفار التجارية، ثم اعتقه.
عندئذ راح ياقوت يكد ويكسب العيش عن طريق
نسخ الكتب، وقد استفاد من هذا العمل
فطالع العديد من الكتب واتسع أفقه العلمي.
والمعروف أن الكتب المنسوخة كان يشتريها
المهتمون بالقراءة وجمع الكتب، والأسواق
كانت تعج بالكتبة والخطاطين وباعة الكتب.
وبعد مدة عاد ياقوت إلى مولاه الذي وكل
إليه عمله وعطف عليه. وطلب منه السهر على
أسفاره للتجارة. فأفاد ياقوت من رحلاته
المتعددة فجمع المعلومات الجغرافية
الفريدة. ثم سافر إلى حلب، مستغلاً تنقله
لجمع المعلومات، ومن حلب انتقل إلى
خوارزم فاستقر فيها إلى أن أغار جنكيزخان
المغولي عليها عام 616 هـ. ففرّ ياقوت
معدماً إلى الموصل، مخلفاً وراءه كل ما
يملك. ثم سار إلأى حلب وأقام في ظاهرها،
إلى أن توفي في سنة 626 هـ. أهم مؤلفات
ياقوت الحموي كتابه المعروف (معجم
البلدان) الذي ترجم وطبع عدة مرات. ويعالج
المؤلف في كتابه هذا خمسة مواضيع رئيسية:
- ذكر صورة الأرض، وما قاله المتقدمون في
هيئتها، والمتأخرون في صورتها. - معنى
الأقليم وكيفيته. - البريد، الفرسخ،
الميل، الكورة، وهي ألفاظ يكثر تكرارها. -
حكم الأرضين والبلاد المفتتحة في
الإسلام. - أخبار البلدان التي يختص ذكرها
بموضع دون موضع ابن
سينا هو أبو على الحسين بن عبد الله بن
الحسن بن على بن سينا، الملقب بالشيخ
الرئيس، فيلسوف، طبيب وعالم، ومن عظام
رجال الفكر في الإسلام ومن أشهر فلاسفة
الشرق وأطبائه. ولد في قرية (أفشنة)
الفارسية في صفر من سنة 370 هـ. ثم انتقل به
أهله إلى بخارى حيث كانت الفارسية لغة
البلاط، والعربية لغة الديوان
والمراسلات. وفي بخارى تعمق في العلوم
المتنوعة من فقه وفلسفة وطب، وبقي في تلك
المدينة حتى بلوغه العشرين. ثم انتقل إلى
خوارزم حيث مكث نحواً من عشر سنوات (392 - 402
هـ)، ومنها إلى جرجان فإلى الري. وبعد ذلك
رحل إلى همذان وبقي فيها تسع سنوات، ومن
ثم دخل في خدمة علاء الدولة بأصفهان.
وهكذا أمضى حياته متنقلاً حتى وفاته في
همذان، في شهر شعبان سنة 427 هـ. ترك ابن
سينا مؤلفات متعدّدة شملت مختلف حقول
المعرفة في عصره، وأهمها: - العلوم
الآلية، وتشتمل على كتب المنطق، وما يلحق
بها من كتب اللغة والشعر. - العلوم
النظرية، وتشتمل على كتب العلم الكلّي،
والعلم الإلهي، والعلم الرياضي، والعلم
الطبيعي. - العلوم العملية، وتشتمل على
كتب الأخلاق، وتدبير المنزل، وتدبير
المدينة، والتشريع. ولهذه العلوم
الأصلية فروع وتوابع، فالطب مثلاً من
توابع العلم الطبيعي، والموسيقى وعلم
الهيئة من فروع العلم الرياضي. 1- كتب
الرياضيات: من آثار ابن سينا الرياضية
رسالة الزاوية، ومختصر إقليدس، ومختصر
الارتماطيقي، ومختصر علم الهيئة، ومختصر
المجسطي، ورسالة في بيان علّة قيام الأرض
في وسط السماء. طبعت في مجموع (جامع
البدائع)، في القاهرة سنة 1917 م. 2- كتب
الطبيعيات وتوابعها: جمعت طبيعيات ابن
سينا في الشفاء والنجاة والإشارات، وما
نجده في خزائن الكتب من الرسائل ليس سوى
تكملة لما جاء في هذه الكتب. ومن هذه
الرسائل: رسالة في إبطال أحكام النجوم،
ورسالة في الأجرام العلوية، وأسباب
البرق والرعد، ورسالة في الفضاء، ورسالة
في النبات والحيوان. 3- كتب الطب: أشهر كتب
ابن سينا الطبية كتاب القانون الذي ترجم
وطبع عدّة مرات والذي ظل يُدرس في جامعات
أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر. ومن
كتبه الطبية أيضاً كتاب الأدوية
القلبية، وكتاب دفع المضار الكلية عن
الأبدان الإنسانية، وكتاب القولنج،
ورسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب،
ورسالة في تشريح الأعضاء، ورسالة في
الفصد، ورسالة في الأغذية والأدوية.
ولابن سينا أراجيز طبية كثيرة منها:
أرجوزة في التشريح، وأرجوزة المجربات في
الطب، والألفية الطبية المشهورة التي
ترجمت وطبعت. وألّف ابن سينا في الموسيقى
أيضاً: مقالة جوامع علم الموسيقى، مقالة
الموسيقى، مقالة في الموسيقى
|