الدليل
على أن الوقوف بعرفة ركن:
والدليل
على أن الوقوف بعرفة ركن
من أركان الحج قول الله
تعالى: "وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ
حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاً". ثم فسر النبي -صلى الله عليه
وسلم- بقوله:
"الْحَجُّ عَرَفَةُ"؛
أي: الحج هو الوقوف بعرفة، لأن الحج فعل
وعرفة مكان، فلا يكون
حجًا، فكان الوقوف بعرفة
مضمرًا فيه فكان تقديره: الحج هو الوقوف
بعرفة. والمجمل
إذا استحق به التفسير يصير
مفسرًا من الأصل، وحيث إن الحج فرض بنص
الآية الكريمة،
وإن الحج هو الوقوف بعرفة،
فيكون هذا الوقوف فرضًا، وهو ركن الحج.
وفي سنن ابن ماجه
عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ قَال:َ
شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ
وَأَتَاهُ نَاسٌ
مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ
الْحَجُّ؟ قَالَ: "الْحَجُّ
عَرَفَةُ"، فَمَنْ جَاءَ قَبْلَ
صَلاةِ الْفَجْرِ لَيْلَةَ جَمْعٍ
فَقَدْ تَمَّ
حَجُّهُ أَيَّامُ مِنًى ثَلاثَةٌ،
فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ
عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ
عَلَيْهِ، ثُمَّ أَرْدَفَ رَجُلا خَلْفَهُ
فَجَعَلَ يُنَادِي بِهِنَّ".
مكان
الوقوف بعرفة:
أما مكان الوقوف بعرفة
فعرفات كلها موقف؛ لما أخرجه
أحمد عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنِ
النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَ: "كُلُّ عَرَفَاتٍ مَوْقِفٌ
وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ
عُرَنَةَ".
وحدّ عرفة من الجبل المشرف
على عرفة إلى الجبال المقابلة
له إلى ما يلي حوائط بني عامر. وليس وادي
"عرفة" من الموقف، ولا يجزئ الوقوف
فيه عن الوقوف بعرفة، قال ابن عبد البر:
أجمع العلماء على أن من وقف به لا
يجزئه. وحكي عن مالك أنه
يهريق دمًا وحجه تام، والحديث الذي أخرجه
ابن ماجه وذكرناه
لا يساعد على قبول قول مالك
بل يدفعه، فالصواب هو ما قاله ابن عبد
البر.
والمستحب أن يقف عند
الصخرات وجبل الرحمة، ويستقبل
القبلة لما جاء في حديث جابر أن النبي -صلى
الله عليه وسلم- جعل بطن ناقته القصواء
إلى الصخرات واستقبل القبلة.
وقت الوقوف
بعرفة:
وقت الوقوف بعرفة من طلوع
الفجر يوم عرفة إلى طلوع
الفجر من يوم النحر. قال ابن قدامة -رحمه
الله تعالى-: لا نعلم خلافًا بين أهل العلم
في أن آخر الوقت -وقت الوقوف بعرفة- طلوع
فجر يوم النحر. قال جابر:" لا يفوت الحج
حتى يطلع الفجر من ليلة جمع "مزدلفة"،
قال أبو الزبير: فقلت لجابر: أقال رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- ذلك؟ قال: نعم"
رواه الأثرم. وأما أول وقت الوقوف بعرفة فمن
طلوع الفجر يوم عرفة، فمن أدرك عرفة في
شيء من هذا الوقت وهو عاقل فقد تم
حجه.
وقال مالك والشافعي: أول
وقفة زوال الشمس من يوم عرفة.
وبهذا قال الحنفية، فقد قال الإمام
الكاساني: وأما زمان الوقوف بعرفة فمن
حين تزول
الشمس من يوم عرفة إلى طلوع الفجر الثاني
من يوم النحر، حتى لو وقف بعرفة في
غير هذا الوقت كان وقوفه
وعدم وقوفه سواء؛ لأنه فرض مؤقت فلا
يتأدَّى في غير
وقته.
واحتج ابن قدامة الحنبلي
لمذهبه من أن وقت الوقوف بعرفة
من طلوع فجر يوم عرفة بحديث رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-: "من شهد صلاتنا هذه
ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف بعرفة قبل
ذلك ليلاً أو نهارًا، فقد تم حجه، وقضى تفثه"،
كما احتج بأن من طلوع فجر يوم عرفة إلى
الزوال يعتبر من يوم عرفة، فكان وقتًا
للوقوف كبعد الزوال. وترك الوقوف قبل
الزوال لا يمنع كونه وقتًا للوقوف كبعد الزوال.
وإنما وقفوا في وقت الفضيلة، ولم
يستوعبوا جميع وقت الوقوف.
الوقوف
بعرفة إلى غروب الشمس:
ويجب الوقوف بعرفة إلى غروب
الشمس من يوم عرفة
-وهو اليوم التاسع من ذي
الحجة- ليجمع بين الليل والنهار بعرفة؛
لأن النبي -صلى
الله عليه وسلم- وقف بعرفة
حتى غابت الشمس.
فإن دفع -أي خرج- من عرفات
قبل الغروب فحجه صحيح في
قول جماعة الفقهاء إلا الإمام مالكًا قال:
لا حج له. قال ابن عبد البر: لا نعلم
أحدًا من فقهاء الأمصار قال
بقول مالك.
وحجة الإمام مالك ما رواه
ابن عمر أن النبي -صلى الله
عليه وسلم- قال: "من أدرك عرفات بليل
فقد أدرك الحج، ومن فاته عرفات بليل فقد فاته
الحج فليحل بعمرة وعليه الحج من قابل".
ولكن يرد على هذا الاحتجاج ما جاء
بالحديث الذي أخرجه ابن
ماجه، واحتج به ابن قدامة في "المغني"
وذكرناه في الفقرة
السابقة، وفيه جواز الوقوف
بعرفة نهارًا أو ليلاً، وإنما ذكر الليل
في الحديث الذي
احتج به الإمام مالك؛ لأن
الليل آخر الوقت، وفوات الحج يتعلق
بفواته، وهذا يشبه قول
النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ
الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ
تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ
أَدْرَكَ الصُّبْحَ، وَمَنْ أَدْرَكَ
رَكْعَةً مِنَ
الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ
تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ
الْعَصْرَ". ثم إن
الحديث الذي احتج به الإمام
مالك ليس فيه أن من لم يدركها بليل لم
يدرك
الحج.
من لم يقف بعرفة إلى غروب
الشمس.. ماذا عليه؟
ومن دفع -أي غادر عرفات- قبل
غروب الشمس فحجه صحيح
ـ كما قلنا ـ ولكن عليه دم، أي ذبح شاة،
كفارة تركه واجب البقاء بعرفة إلى
غروب الشمس، وهذا في قول
أكثر أهل العلم منهم: عطاء، والثوري،
والشافعي، وأبو ثور،
وأصحاب الرأي، وهو مذهب
الحنابلة. ولكن لو رجع من عرفات قبل
الغروب ثم عاد نهارًا
فوقف حتى غربت الشمس فلا دم
عليه، وبهذا قال الحنابلة، ومالك،
والشافعي.
وقال فقهاء الكوفة وأبو ثور:
عليه دم؛ لأنه بمغادرته
عرفات قبل غروب الشمس لزمه الدم فلا يسقط
عنه برجوعه إلى عرفات، كما لو
عاد إليها بعد غروب الشمس.
واحتج الحنابلة لقولهم
بأنه أتى بالواجب، وهو الجمع
بين الوقوف في الليل والنهار، فلم يجب
عليه دم كمن تجاوز الميقات غير محرم ثم رجع
إلى الميقات -مكان الإحرام- فأحرم منه
فليس عليه شيء. فإن لم يرجع إلى عرفات
حتى غربت الشمس فعليه دم؛
لأن عليه الوقوف حال الغروب، وقد فاته
بخروجه من عرفات
قبل الغروب.
من جاء عرفات ليلاً فحجه
صحيح ولا شيء
عليه:
ومن جاء عرفات ليلاً ووقف
بها ولم يدرك جزءاً من النهار
فحجه صحيح ولا شيء عليه، ولا خلاف في ذلك
بين أهل العلم؛ لقول النبي -صلى
الله عليه وسلم-: "من أدرك
عرفات بليل فقد أدرك الحج"؛ ولأنه لم
يدرك جزءاً من
النهار حتى يجب عليه الوقوف
إلى الليل -أي إلى غروب الشمس.
مقدار
الوقوف بعرفة وصفته:
والقدر المفروض من الوقوف
بعرفة هو كينونته بعرفة في
أي جزء من وقت الوقوف الذي بينّاه؛ سواء
كان عالمًا بهذا الوقوف ومكانه أو
جاهلاً، نائمًا أو يقظان،
صاحيًا أو مغمى عليه، وقف بها أو مر بها
مجتازًا، ماشيًا
كان أو راكبًا أو محمولاً،
ناويًا الوقوف بعرفة أو غير ناوٍ؛ لأنه
أتى بالقدر
المفروض عليه وهو حصوله
كائنًا بعرفة. ودليل ذلك عموم قوله-صلى
الله عليه وسلم-:
"من وقف بعرفة فقد تم
حجه"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "..
وقد أتى عرفات ليلاً أو
نهارًا". وقال أبو ثور: لا
يجزئه الوقوف بعرفة إلا إذا كان وقوفه
بإرادته واختياره
وعلمه بأنه يقف بعرفة. وقد
ردّ على قول أبي ثور بعموم الحديثين
المذكورين، وبأنه
حصلت له الكينونة بعرفة في
زمن الوقوف وهو عاقل فأجزأه، كما لو علم
بذلك
وأراده.
وقوف
الحائض والجنب بعرفة:
ولا يشترط لمن يقف بعرفة
الطهارة ولا استقبال القبلة.
قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من
أهل العلم على أن من وقف بعرفة غير طاهر
فوقوفه صحيح، وهو مدرك للحج ولا شيء عليه.
وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة
-رضي الله عنها- وهي حائض: "افْعَلِي
كَمَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا
تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي"
دليل على أن وقوف الحائض وكذا الجنب جائز.
وروى الإمام البخاري في "صحيحه" عن
عطاء، عن جابر قال: حاضت عائشة فنسكت المناسك
غير الطواف بالبيت ولا تصلي. دليل أيضًا
على أن وقوف الحائض بعرفة جائز ولا شيء
فيه
go
up عودة
الحج
خطوة بخطوة
بعد
أن يكون الحاج قد أدى مناسك العمرة..
يبدأ
رحلة الحج تلك الرحلة
المباركة التي طالما اشتاقت نفسه إليها
وتبدأ أولى
محطاتها في
اليوم الأول
للحج
يُسمى اليوم الثامن من ذي
الحجة (يوم
التروية).
قبل نية الدخول في النسك
وليس الإحرام، يستحب للمتمتع
أن يغتسل ويتنظف ويقص أظافره ويحف شاربه
ويلبس الإزار والرداء الأبيضين
(وأما المرأة فتلبس ما شاءت
غير القافزين والنقاب وهو البرقع) وأما
القارن والمفرد
فيكون عليهما الإحرام من
قبل فلا يفعلان كما يفعل المتمتع من قص
وغيره.
وفي وقت الضحى من هذا اليم،
تحرم من المكان الذي أنت
نازل فيه (حيث تنوي أداء مناسك الحج) ثم
تقول: لبيك حجًا، وهو ما يُسمى بـ
(الإهلال بالحج).
إن كنت خائفًا من عائق
يمنعك من إتمام الحج فاشترط
وقل بعد الإهلال بالحج (فإن حبسني حابس
فمحلي حيث حبسني)، وإن لم تكن خائفًا فلا
تشترط؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلم لم
يشترط.
بعدما تنوي الحج يجب عليك
أن تتجنب محظورات الإحرام
جميعًا، ثم تكثر من التلبية، وهي (لبيك
اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن
الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) ولا
تقطعها حتى ترمي جمرة العقبة في اليوم العاشر
من ذي الحجة.
ثم تنطلق إلى منى وأنت
تلبي؛ حيث تصلي فيها الظهر والعصر
والمغرب والعشاء والفجر، كل صلاة في
وقتها، حتى تصلي الرباعية منها ركعتين
(قصرًا) بلا جمع.
لم يكن النبي صلى الله عليه
وسلم يحافظ على شيء من
السنن الرواتب في السفر إلا سنة الفجر
والوتر.
وينبغي أن تحافظ على
الأذكار الثابتة التي وردت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
الصلاة، وأذكار الصباح والمساء، والنوم
وغيرها، ثم تبيت في منى هذه
الليلة.
ثاني
أيام الحج ( أعمال اليوم التاسع من ذي
الحجة )
إذا صليت الفجر وطلعت عليك
الشمس؛ فانطلق إلى عرفة
وأنت تلبي وتكبر فتقول: (الله أكبر لا إله
إلا الله والله أكبر ولله الحمد)،
ترفع بذلك صوتك.
يكره لك صيام هذا اليوم؛
حيث وقف النبي –صلى الله عليه
وسلم- مفطرًا، إذ أرسل إليه بقدح لبن
فشربه.
من السنة أن تنزل في نمرة
إلى الزوال إن أمكن.
ثم تكون هناك خطبة وبعدها
تصلي الظهر والعصر جمع تقديم
ركعتين (بأذان وإقامتين)
ولا تصلِّ بينهما ولا
قبلهما شيئًا من
النوافل.
ثم تدخل عرفة (وتتأكد أنك
داخل حدودها)؛ لأن وادي عرفة
ليس من عرفة.
وتتفرغ للذكر والتضرع إلى
الله عز وجل والدعاء بخشوع
وحضور قلب.
عرفة كلها موقف. وإن تيسر لك
أن تقف عند الصخرات أسفل
الجبل ـ الذي يُسمى جبل الرحمة ـ وتجعله
بينك وبين القبلة فهو
أفضل.
وليس من السنة صعود الجبل
كما يفعله
البعض.
أثناء الدعاء تستقبل
القبلة رافعًا يديك تدعو بخشوع
وحضور قلب حتى الغروب، ولا تنشغل بالضحك
والمزاح أو النوم عن الدعاء كما هي
حال الغافلين.
وأكثر من قول (لا إلا الله
وحده لا شريك له، له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، كذلك
التلبية والصلاة على النبي صلى الله
عليه وسلم.
لا تخرج من عرفة إلا بعد
غروب الشمس.
بعد الغروب تنطلق إلى
مزدلفة بهدوء وسكينة، وإذا وجدت
متسعًا فأسرع قليلا لأنها السنة.
حين تصل تصلي المغرب
والعشاء، والسنة أن تجمع المغرب
ثلاث ركعات والعشاء ركعتين،و لا تصل
بعدهما شيئًا إلا أن توتر، فإن كنت تخشى أن
لا تصل مزدلفة إلا بعد منتصف الليل بسبب
الزحام أو غيره؛ فإنه يجب عليك أن تصلي
في الطريق، ولو لم تصل
مزدلفة قبل خروج وقت الصلاة . والمهم في
ذلك أن تصلي الصلاة
قبل أن يخرج عليك وقتها. ثم
تنام حتى الفجر.. أما الضعفاء والنساء
فيجوز لهم الذهاب
إلى منى بعد منتصف الليل.
ثالث
أيام الحج ( أعمال اليوم العاشر وهو
يوم النحر ( العيد ) )
صلاة الفجر لجميع الحجاج في
مزدلفة إلا الضعفاء والنساء.
بعد صلاة الفجر والانتهاء
من الأذكار عقب الصلاة تستقبل
القبلة فتحمد الله، وتكبره وتهلله
وتدعوه حتى يسفر الجو جدًا.
ثم تنطلق قبل طلوع الشمس
إلى منى ملبيًا، وعليك السكينة.
إذا مررت بوادي "محسر"
تسرع السير إن أمكن.
تلتقط سبع حصيات من أي مكان
من طريق مزدلفة أو من منى
ثم عليك ما يلي:
*ترمي
جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات واحدة
بعد
الأخرى، وتكبر مع كل حصاة (وتقطع
التلبية عند جمرة العقبة).
تذبح الهدي وتأكل منه وتوزع
على الفقراء (والذبح واجب
على المتمتع والقارن فقط)، وتقول عند
الذبح والنحر: (بسم الله والله أكبر، اللهم
هذا منك ولك ،اللهم تقبل مني) (مبتدئاً
باليمين)، أما المرأة فتقصر بقدر
أنملة( وهو طرف الأصبع )،
وبذلك تتحلل التحلل الأول فتلبس ثيابك
وتتطيب، ويحل لك
جميع محظورات الإحرام إلا
النساء، ولا يحل لك الجماع إلا بعد الحلق
أو التقصير
وطواف الإفاضة.
*بعد
ذلك تذهب إلى مكة، وتطوف طواف الإفاضة (دون
رمل) وهو: الإسراع في المشي
معتقدًا في الخطى أثناء الطواف ثم تصلي
ركعتي
الطواف.
*ثم
تسعى، والسعي على المتمتع فقط، وكذا
القارن
والمفرد اللذيْنِ لم يسعيا
في طواف القدوم، وبذلك تتحلل التحلل
الكامل.
إن قدمت بعض هذه الأمور على
بعض فلا
حرج.
وتشرب من ماء زمزم، وتصلي
الظهر في مكة إن أمكن.
ثم عليك المبيت بمنى باقي
الليالي.
رابع
أيام الحج (أعمال اليوم الحادي عشر من
ذي الحجة )
عليك المبيت بمنى، وعليك أن
تحافظ على الصلوات الخمس
مع الجماعة.
واعلم أن هذه الأيام تُسمى
أيام التشريق. وقد قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (أيام التشريق
أيام أكل وشرب وذكر الله)؛ فيسن فيها كثرة
التكبير بعد الصلاة، وأن تكبر الله في كل
حال وزمان: في الأسواق والطرقات
وغيرها.
ويبدأ رمي الجمرات الثلاث
بعد الظهر (أي بعد الزوال).
فتبدأ برمي الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى
التي تُسمى العقبة.
ترمي كل واحدة بسبع حصيات
متعاقبات ،واحدة بعد الأخرى،
وتكبر مع كل حصاة.
والسنة في رمي الجمرة
الصغرى أن ترميها وأنت مستقبل
القبلة والجمرة بين يديك، ثم تتقدم على
الجمرة أمامها بعيدًا عن الزحام
فتستقبل القبلة وتدعو
طويلاً، وكان ابن عمر- رضي الله عنه- يقوم
عند الجمرتين مقدار
ما يقرأ سورة البقرة .(فتح
الباري)
وترمي جمرة العقبة
مستقبلها جاعلاً الكعبة عن يسارك
ومنى عن يمينك، ثم تذهب، ولا تقف للدعاء؛
حيث إن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم
يقف بعدها.
ثم عليك المبيت بمنى.
خامس
أيام الحج (أعمال اليوم الثاني عشر من
ذي الحجة )
عليك المبيت بمنى هذه
الليلة.
عليك أن تستغل وقتك بفعل
الخيرات وذكر الله والإحسان
إلى الخلق.
وبعد الظهر ترمي الجمرات
الثلاث، وتفعل كما فعلت في
اليوم الحادي عشر، فترمي بعد الظهر
الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى.
وتقعد للدعاء بعد الصغرى
والوسطى.
وبعد أن تنتهي من الرمي إن
أردت أن تتعجل في السفر
جاز لك.
إن نويت التعجل، فيلزمك
الانصراف قبل غروب الشمس، وتطوف
طواف الوداع.
لكن التأخر للحاج أفضل؛
لقول الله تعالى: "فمن تعجل
في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم
عليه لمن اتقى"، ولفعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم ،ولنيل فضيلة الرمي.
إذا أمكنك أن تصلي أثناء
بقائك في منى أيام التشريق
في مسجد الخليف كان أفضل؛ لأنه (صلى في
مسجد الخليف سبعون
نبيًا).
سادس
أيام الحج (أعمال اليوم الثالث عشر من
ذي الحجة )
بعد المبيت بمنى يوم الثاني
عشر ترمي الجمرات الثلاث
بعد الظهر، وتفعل كما فعلت في اليومين
السابقين.
فإذا عزمت الرجوع إلى بلدك
فطف طواف الوداع، أما الحائض
والنفساء فليس عليهما وداع.
وبذلك تمت مناسك الحج،
وتقبل الله منك إن شاء الله.
بعض الأدعية
الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة ، ويفضل أن يدعو بها
الحاج مثل :
اللَّهُمّ
لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول، اللَّهُمّ لك صلاتي ونُسكي ومحياي
ومماتي وإليك ربِّ مآبي ولك رب تُراثي
ـ اللَّهُمّ إني أعوذُ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر
ـ اللَّهُمّ إني أعوذ بك من شر ما تَجيء به الريحُ.
ـ اللَّهُمّ إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلمُ سِرّي وعلانيتي، لا يخفى
عليك شيءٌ من أمري، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق
المقر المعترف بذنوبي، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك إبتهال المذنب
الذليل، وأدعوكَ دعاءَ من خَضَعت لك رقبته وفاضت لك عيناه، وذلّ لك جسده،
ورَغم لك أنفه.
ـ اللَّهُمّ لا تجعلني بدعائك ربِّ شقياً، وكن بي رؤوفاً رحيماً يا خير
المسؤولين ويا خيرَ المعطين.
ـ اللَّهُمّ اجعل في قلبي نوراً، وفي سَمعي نوراً وفي بصري نوراً.
ـ اللَّهُمّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري، اللَّهُمّ إني أعوذ بك من شرِّ ما
يلج في الليل، وشَرِّ ما يلجُ في النهار، وشرِّ ما تهبُّ به الرياحُ، وشرِّ
بوائق الدهر.
ـ اللَّهُمّ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقِنا عذابَ النار.
ـ اللَّهُمّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم.
ـ اللَّهُمّ إني أعوذ بك من جهد البلاء، ومن دَرك الشقاء، ومن سوء القضاء،
ومن شماتةِ الأعداء.
ـ اللَّهُمّ إني أعوذ بك من الهمّ والحَزن، والعجز والكسل، والجُبن
والبُخل، وضِلَعِ الدينِ وغَلبة الرجال، وأعوذُ بك من أن أُرَدَّ إلى أرذلِ
العُمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا.
ـ اللَّهُمّ إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، ومن شرِّ فتنة الغنى، وأعوذ بك
من فتنة الفقر.
ـ اللَّهُمّ اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبَرَد، ونقِّ قلبي من الخطايا
كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين
المشرق والمغرب. فالدعاء يومَ عرفة خيرُ الدعاء. قال النبي صلى الله عليه
وسلّم : «خير الدعاء دعاء يوم عرفة،
وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّون من قبلي : لا إلـه إلا الله وحده لا شريك له
له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كل شيء قدير». go
up عودة |